الخميس، 5 مايو 2022

تعليقات على سفر ملاخي ص1 - أحببتكم واحتقرتموني


سفر ملاخي هو من أسفار الأنبياء الصغار، والسفر هو الأخير في ترتيب أسفار العهد القديم. وقد كُتب السفر في فترة ما بعد عودة اليهود من السبي البابلي 534 ق م، وبعد إعادة بناء الهيكل في أورشليم. وسلط سفر ملاخي الضوء على العديد من المشاكل الروحية والاجتماعية التي أصابت الكهنة والشعب، مثل: فساد الكهنة والتهاون في  الذبائح والتقدمات والعشور وإهمال الشريعة، والزواج من الوثنيات، والطلاق. بالإضافة للسلوكيات العديدة المنحرفة التي أصابت الشعب كاللجوء لأعمال السحر، والسرقة، وانتشار الظلم.

استخدم ملاخي النبي أسلوب طرح الأسئلة والإجابة عليها، وهو الأسلوب المعروف بالطريقة الجدلية التعليمية. فيوجه اتهاما ولوما، ثم يقدم سؤالا كما لو كان أحدهم يعترض، ثم يبدأ بعد ذلك في الرد على السؤال مؤكدا صحة الاتهام، مفندنا أي إمكانية للتبرير. يُقدم ملاخي النبي التحذير والوعيد للمتهاونين والأشرار، وتوجيهات ووصايا تقود المُتلقي لتصحيح مساره.

يُعتبر سفر ملاخي الإعلان الأخير من الله لشعبه في العهد القديم. ففيه بواسطة ملاخي النبي يوجه الله نداءًا أخيرا لكهنته وشعبه، لكي يتخلصوا من الشر الموجود فيهم وتقديم خدمة وعبادة مقبولة للرب يهوه. ويتم توجيه تحذير أخير بأنه لا مفر من الحكم والدينونة على الأشرار الذين يستهينون بالرب وشريعته. ثم يُعطي الرب الوعد الإلهي للأبرار الذين يتقوه بنوال عهده، إذا ما تابوا ورجعوا بقلبهم إليه.

وَحْي كَلِمَةِ الرَّبِّ لإِسْرَائِيلَ عَنْ يَدِ مَلاَخِي

كلمة "وَحْيُ" מַשָּׂ֥א (مِسَّا) في العبرية تأتي بمعنى: حمولة أو عبء أو ثقل cargo, burden, load. فدور النبي في إعلان رسالة الله للناس هو مسئولية عظيمة وبالنسبة للناس هي حمل كبير لأنها تتطلب التزام كامل بها. وعند مقابلة هذا المعنى بكلام ربنا يسوع المسيح في (مت 11: 28-30) عندما يقول: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ والثقيلين الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ."، نتعلم أن من يُقبل للرب يسوع ويَجدُّ لأجل الخلاص يجدُ وصاياه هينة وحملها خفيف. لذلك يقول يوحنا الحبيب في رسالته الأولى: "فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً،" (1يو 5: 3)، فعندما نسعى لحفظ وتكميل الوصايا معتمدين على قوتنا وامكاناتنا البشرية سنجدها حملها ثقيل جدا يفوق احتمالنا، أما إذا أقبلنا على حفظ الوصايا معتمدين على قوة الرب وعمله فينا سنجدها هينة وخفيفة.

جاءت هذه النبوة "كَلِمَةِ الرَّبِّ لإِسْرَائِيلَ" في شكل حوار يتخلله أسئلة يجيب عنها الله ويوضحها ليشرح للكهنة والشعب مَواطن ضعفهم وتقصيرهم وعواقب ذلك عليهم، ويدعوهم للتوبة مقدما لهم الرجاء بالخلاص والشفاء عند ظهور المسيح شمس البر.

اسم "ملاخي" מַלְאָכִֽי هو اسم النبي صاحب السفر وهو من أنبياء ما بعد السبي، واسم ملاخي يعني: ملاكي my angel أي رسولي my messenger والذي استُخدم مدلول اسمه في الرسالة نفسها في (ملا 2: 7) "لأنه رَسُولُ رَبِّ الْجُنُودِ"، (ملا 3: 1) "هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي .... ويَأْتِي بَغْتَةً .... مَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي ....".

2 أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ. وَقُلْتُمْ: بِمَ أَحْبَبْتَنَا؟

ما أجمل أن تبدأ رسالة الرب لنا بإعلان الحب فيقول: "أحببتكم"، فبرغم تقصيرهم وخطاياهم إلا أنه يحبهم دائما مجانا بدون أي فضل منهم، لذلك يعاتبهم ويلومهم ليعودوا عن طرقهم ويتوبوا عن خطاياهم. إن إدراك محبة الله هو أكبر مشجع يدفع الإنسان إلى التوبة. إعلان الحب يسبق التحذير والعقاب، لأن غاية حب الله لنا هو الخلاص أما العقاب واللعنة فهم عاقبة خطايانا وأعمالنا الشريرة علينا ورفضنا الله مصدر النعمة والبركة في حياتنا.

كان اليهود بعد العودة من السبي في حالة من اليأس بسبب سوء الأحوال، وتشككوا في محبة الله لهم وجدوى التمسك والالتزام بشريعته ووصاياه. فبعد مرور عشرات السنين من عودتهم من السبي لم يتحقق لهم الرخاء الزمنى ومجد المملكة الذي كانوا يتوقعونه. مما جعلهم يتساءلون في شك إن كان الله يحبهم حقا: "بِمَ أَحْبَبْتَنَا؟". فكثيرا ما يحصر الإنسان إدراكه لحب الله له في العطايا المادية والزمنية فقط، فتصبح عبادته وطاعته لوصايا الله مجرد شكليات جافة يمارسها من أجل أن يكافئه الرب بالمنح والمكافئات الأرضية. فإن لم يجد الإنسان مقابل مادي يرضيه يبدأ يتشكك في محبة الله له وجدوى وأهمية عبادته والخضوع لشريعته.

أَلَيْسَ عِيسُو أَخًا لِيَعْقُوبَ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ، 3 وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ، وَجَعَلْتُ جِبَالَهُ خَرَابًا وَمِيرَاثَهُ لِذِئَابِ الْبَرِّيَّةِ؟ 4 لأَنَّ أَدُومَ قَالَ: قَدْ هُدِمْنَا، فَنَعُودُ وَنَبْنِي الْخِرَبُ. هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُمْ يَبْنُونَ وَأَنَا أَهْدِمُ. وَيَدْعُونَهُمْ تُخُومَ الشَّرِّ، وَالشَّعْبَ الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ.

"أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ، وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ" من قبل ولادتهما أخبر الرب رفقة من أحشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعب وكبير يستعبد لصغير (تك 25: 23)، في إشارة لنوال يعقوب البركة دون عيسو الذي احتقر البكورية. وكان لـ يعقوب إيمان بالله وبمواعيده برغم لجوئه في بدايات حياته للحيل والمكر ليفوز بالماديات، لكنه تعلم أخيرا الاتكال الكامل على الله والسعي للبركات الروحية. أما عيسو فاحتقر مواعيد الله معتمدا على قوته وإمكاناته حتى النهاية. ويريد الرب هنا أن يعلن أنهم ليس لهم فضل في محبة الله واختياره لهم، بل هو الذي اختار يعقوب حتى من قبل أن يولد، لذلك ما يهبه لهم الله من بركات هو فضلٌ وحبٌ منه وليس على سبيل الدين لهم من أجل عبادتهم له.

استُخدِم تعبير "رب الجنود" יְהוָ֣ה צְבָא֔וֹת (يهوه تصاباوت) 24 مرة في سفر ملاخي. ويُشير إلى أن الله ضابط كل قوات وجيوش السماء والأرض. وركزت النبوة على استخدام هذا التعبير لإيصال رسالة للشعب أن الله قوي وضابط للكل وأن الأمم قويت عليهم ليس بسبب ضعف الله فهو رب الجنود، لكن بسبب ضعفكم أنتم الروحي وعبادتكم الشكلية وترككم الشريعة.

عاش الأدوميون نسل عيسو جيلا بعد جيل كأبيهم غير مبالين بالإرادة الإلهية، بل ومقاومين لها (عد 20) حريصين دائما على عداوة شعب الله إسرائيل. وتعاونوا ضد يهوذا عند خراب أورشليم وهيكل الرب (مز 137: 7) و(عو 1). لقد كان الله طويل الأناة جدًا على أدوم فتركهم طويلا وأخيرًا سقطت في خرابٍ دائمٍ بيد الكلدانيين، وبرغم محاولتهم المتعددة لم تقم بعد لهم مملكة لأن حكم الله كان نهائيا عليهم "هُمْ يَبْنُونَ وَأَنَا أَهْدِمُ.". وهكذا كان بنو عيسوا مثلا لمحبة الله المجانية لشعبه أبناء يعقوب، وفي نفس الوقت يمكن أن نعتبر مصيرهم تحذيرا إن أصر الشعب على الاستمرار في الاستهانة بالرب.

5 فَتَرَى أَعْيُنُكُمْ وَتَقُولُونَ: لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ مِنْ عِنْدِ تُخْمِ إِسْرَائِيلَ.

عندما يرى الشعب معاملات الرب معهم وكيف أنه أرجعهم لأرض ميراثهم وفي الوقت نفسه أبيدت أمم وشعوب أخرى للأبد، كان عليهم أن يدركوا كيف خصهم الرب بمحبته ويقولوا: ليتعظم الرب من أول حدود إسرائيل فصاعدا.

6 الابْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ.

الرب "يهوه" ְהוָ֣ה إله إسرائيل هو أب وسيد لشعبه، يجب على الابن إكرام الأب وعلى العبد مهابة السيد. والابن الذي يحتقر ولا يكرم أباه يسقط تحت لعنة الناموس وقد يتعرض للنبذ من المجتمع لاعتباره ابن عاق، وكذلك العبد الذي لا يهاب سيده، بل يتمرد عليه ويخرج عن طاعته يتعرض للعقاب الذي قد يصل للموت.

أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟ 7 تُقَرِّبُونَ خُبْزًا نَجِسًا عَلَى مَذْبَحِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ نَجَّسْنَاكَ؟ بِقَوْلِكُمْ: إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ مُحْتَقَرَةٌ.

إن كان الشعب العادي مُطالب بإكرام الرب كأب ومهابته كسيد فكم بالأولى الكهنة المؤتمنون على الشريعة؟ قد نستطيع أن نستوعب إهمال الناس لوصايا الرب وعبادته لكن الكاهن المُكرس لخدمة الرب ما عذرة إن أهمل فيما هو مُخصص له؟ فهم يتمتعوا بإكرام ومهابة الناس لهم أما هم فاستهانوا بالله، وبالتالي استهان الشعب أيضا بعبادة الله وطاعة وصاياه. وهذا قمة الاحتقار للرب وليّ نعمتهم.

إنهم لا يدركون تقصيرهم وخطيئتهم، بل يتساءلون: "بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟". مثلما تبلدت مشاعرهم ولم يشعروا بمحبة الله وعنايته لهم وسألوه سابقا: "بِمَ أحببتنا؟"، يُظهرون هنا ليس تبلد المشاعر في عدم إحساسهم بالخطأ في حق الله فقط، بل جهلهم بالشريعة أيضا. ومع ذلك يجيبهم الرب: "تُقَرِّبُونَ خُبْزًا نَجِسًا"، والمقصود بالنجاسة هنا هو تقديم الذبائح والتقدمات بإهمال وتقصير وليس بحسب المواصفات والشروط التي حددتها الشريعة. ثم يعودوا تسألون: "بِمَ نَجَّسْنَاكَ؟"، مثل هذا السؤال يكشف إما عن جهل الكهنة بالشريعة، أو جسارة غير لائقة إن كانوا يهملون عن عمد. ولكن الرب يجيهم بطول آناة: "بِقَوْلِكُمْ: إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ مُحْتَقَرَةٌ". ليس بالضرورة أن يكونوا علموا بالكلام وقالوا إن مائدة الرب محتقرة، بل بأفعالهم وتعاملهم مع الذبائح بدون احترام واستهانتهم بتقديم العبادة والتقدمات اللائقة للرب أوصلوا رسالة للشعب أن مائدة الرب محتقرة.

8 وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْمَى ذَبِيحَةً، أَفَلَيْسَ ذلِكَ شَرًّا؟ وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ، أَفَلَيْسَ ذلِكَ شَرًّا؟ قَرِّبْهُ لِوَالِيكَ، أَفَيَرْضَى عَلَيْكَ أَوْ يَرْفَعُ وَجْهَكَ؟ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 9 وَالآنَ تَرَضَّوْا وَجْهَ اللهِ فَيَتَرَاءَفَ عَلَيْنَا. هذِهِ كَانَتْ مِنْ يَدِكُمْ. هَلْ يَرْفَعُ وَجْهَكُمْ؟ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 10 مَنْ فِيكُمْ يُغْلِقُ الْبَابَ، بَلْ لاَ تُوقِدُونَ عَلَى مَذْبَحِي مَجَّانًا؟ لَيْسَتْ لِي مَسَّرَةٌ بِكُمْ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، وَلاَ أَقْبَلُ تَقْدِمَةً مِنْ يَدِكُمْ.

بموجب الشريعة كان يجب أن يقدموا للرب التقدمات والذبائح الكاملة التي بلا عيب (لا 22: 17-33)، لكنهم بتهاونهم في مقدسات الرب كانوا يقبلون التقدمات المعيوبة، فيقدمون الذبيحة من الحيوان الأعمى والمريض والأعرج. فإن كان السيد الارضي لا يقبل منك التقدمة المعيبة فعندنا تستعطف الله ليتحنن علينا وتقدم له بيدك هذه التقدمات المعيوبة، هل ينظر إليها ويستجيب الرب لسؤالك؟

لذلك يقول الرب لهم: َنْ فِيكُمْ يُغْلِقُ الْبَابَ؟"، أي ليت فيكم أحد يُغلق باب الهيكل حتى لا توقدوا نارًا باطلة على مذبحي بلا فائدة، لأني لن أقبل تقدمة أيديكم.

11 لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ، لأَنَّ اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.

اسْمِ الرب عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ، فللرب شعوب من مشرق إلى مغرب الأرض سيقدمون له بخورا وتقدمة وسيعظمون اسمه. فالله ليس في احتياج لتقدماتكم وعبادتكم فهو قادر أن يُقيم من الأمم شعبا عبده ويُسبح باسمه. فإن لم تعبدوا الرب كما يليق به فلن يقبل تقدماتكم. وهنا إشارة نبوية لقبول الأمم للإيمان وتقديم للرب التقدمات والعبادة في كل مكان، وهو ما تحقق بالعهد الجديد (يو 4: 21-24)، (مت 12: 18-21)، (إش 42: 1)، (مت 28: 19)، (أع 13: 46)، (رؤ 7: 9 و15: 4). وعرفت كل الأمم الرب مقدمين له البخور والتقدمات في كل العالم من خلال كنيسة العهد الجديد التي تقدم البخور رمزا لصلواتها كمثال السماء (رؤ 5: 8 و9: 3) وتقدم افخارستيا الخبز والخمر جسد الرب ودمه كما رسم بنفسه لها (لو 22: 19)، (أع 2: 42)، (1كو 10: 16-27).

12 أَمَّا أَنْتُمْ فَمُنَجِّسُوهُ، بِقَوْلِكُمْ: إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ تَنَجَّسَتْ، وَثَمَرَتَهَا مُحْتَقَرٌ طَعَامُهَا. 13 وَقُلْتُمْ: مَا هذِهِ الْمَشَقَّةُ؟ وَتَأَفَّفْتُمْ عَلَيْهِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَجِئْتُمْ بِالْمُغْتَصَبِ وَالأَعْرَجِ وَالسَّقِيمِ، فَأَتَيْتُمْ بِالتَّقْدِمَةِ. فَهَلْ أَقْبَلُهَا مِنْ يَدِكُمْ؟ قَالَ الرَّبُّ. 14 وَمَلْعُونٌ الْمَاكِرُ الَّذِي يُوجَدُ فِي قَطِيعِهِ ذَكَرٌ وَيَنْذُرُ وَيَذْبَحُ لِلسَّيِّدِ عَائِبًا. لأَنِّي أَنَا مَلِكٌ عَظِيمٌ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ.

استهانة الكهنة والخدام بخدمة الرب واعتبار الخدمة مشقة غير ذات جدوى، وتقديمها بروح التذمر هو تدنيس لاسم الله، وقد أدى ذلك لتقديم ذباح معيبة والبُخل في تقديم الأفضل للرب، فاحتفظوا بالأفضل لأنفسهم وقدموا السيء للرب فاستحقوا اللعنة، فليس بالشكليات نُرضي الله، بل بالقلب المستقيم. إن الله ينظر لاستقامة القلب والامانة في تبعيته، فإن كان لدينا إيمان حقيقي سنسلك بأمانة تجاه الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع الأحدث

سبحوا الله في قُدسِهِ أَم سبحوا الله في قِدِّيسِيه؟

  العبارة الأولى في المزمور 150 " سبحوا الله في قُدسِهِ" أم "سبحوا الله في قِدِّيسِيه"؟ لماذا نجدها في بعض الترجمات &qu...

الأكثر قراءة