الاثنين، 3 يناير 2022

تعليقات على سفر التكوين - البدايات

 

التكوين هو سفر البدايات

التكوين كلمة معناها بداية الأشياء،

ففيه بداية خلق العالم والإنسان والسقوط والخطية

التي سببت انفصال الإنسان عن الله بسبب الكبرياء والأنانية.

في هذا السفر نجد الإجابة على بعض الأسئلة مثل

من نحن؟ ومن أين أتينا؟ ولماذا نحن هنا؟

 

بداية العــــــالم: تك 1

بداية الإنســـان: تك 2

بداية الخطـيــة: تك 3-11

بداية شعب الله: تك 12-50

 

بداية الخلق (تك 1)

"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" نلاحظ عند قراءتنا للإصحاح الأول لسفر التكوين أن اسم "الله" يتكرر أكثر من ثلاثين مرة. وأيضا ذُكر خلق الأشياء مقترنا بعبارة "قال الله" دون الإشارة إلى كيفية الخلق. فالكتاب المقدس لا يهتم أن يخبرنا بكيفية الخلق بل يكفينا أن نعلم أن العالم خُلق بكلمة الله الخالقة.

فالهدف من قصة الخلق ليس أن نعرف كيف خلق الله العالم بل أن نعرف من الذي خلق العالم.

 

بداية الإنسان (تك 1: 26- 2: 25)

1- خلق الله كل الأشياء وسائر الخلائق بعبارة "وقال الله ليكن..." وأما الإنسان فهو من صنع يدي الله.

2- ويميز الله الإنسان عن سائر المخلوقات المخلوقة من تراب الأرض بأن "خلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرا وأنثى خلقهم" (تك 1: 27).

3- يمنحه الحياة بنفخة من فيه "ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسًا حية" (تك 2: 7).

4- الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي باركه الله وكلفه بالإثمار والتكاثر والعمل وإخضاع سائر الخلائق (تك 1: 28)

5- الإنسان هو الكائن الوحيد الذي أعطى الله له وصية ليلتزم بها (تك 2: 17).  فالامتيازات التي منحها الخالق للإنسان من الواجب أن تقابلها التزامات من الإنسان تجاه خالقه.

 

السقوط (تك 3)

إن العالم الذي نعيش فيه ونعرفه اليوم ليس بالعالم الصالح الذي خلقه الرب الإله وورد وصفه في الإصحاح الأول والثاني من سفر التكوين. بل أنه على العكس عالم تسلطت وسادت فيه الخطية والألم والموت فقد كان السقوط بحق هو مأساة البشرية الذي جلب عليها المرض والألم والشر والحزن والذي يؤدي في النهاية للموت.

لم يخبرنا سفر التكوين عن أصل الشر، ولم يخبرنا من أين أتت الحية، ولكن عندما تمثل الشر في هيئة الحية فهذا رمز للشيطان "الحية القديمة" (رؤ 12: 9). وعندما يتمثل الشر في صورة كائن مخلوق، فهنا تجب الملاحظة أنه ليس مبدأ أزلي كان يعايش الله. فالله والشر نقيضان لا يتفقان ولا يجتمعان فالله هو كلي الخير، وربما يسمح الله بأن يجرب الإنسان بواسطة الحية (إبليس) ولكن يأتي اليوم الذي يولد فيه المخلص الذي يسحق رأس الحية (تك 3: 15) ولن يستمر سلطان الشر إلا زمنا محدودا.

لقد وهب الله للإنسان كل ثمر الجنة وكل خيرات الأرض، ولم يفرض عليه سوى حد واحد (وصية) هو ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فما معنى أن يأكل الإنسان من تلك الشجرة؟!! إن الشجرة في الخط والحد الفاصل بين الخير والشر، فالله خلق الإنسان خَيِّرًا وصالحًا فالخير هو إرادة الله ووصيته. وبكسر الإنسان لوصية الله يكون قد عرف الشر. إن الشيطان يبدأ دائما في التشكيك في كلام وأوامر الله (تك 3: 5) ويقود إلى التجربة المتواصلة للإنسان في تأليه الذات.

 

وعد بالخلاص (تك 3: 15)

عندما دمرت الخطية الصورة البديعة التي خلقها الله وفقد الإنسان الامتيازات الإلهية التي منحها الله له، يعود الله من جديد ويكون هو صاحب المبادرة ويعلن الوعد بأن نسل المرأة (المسيح) سيسحق رأس الحية (إبليس) (تك 3: 15). وفي نفس الوقت لا يترك أبوينا في عريهما بل صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما (تك 3: 21) عوضا عن اوراق التين التي خاطاها لأنفسيهما، ليهيء الذهن البشري لوجوب مبدأ الذبيحة التي تموت لتستر الخطية، وهذه الذبيحة الكفارية تكون مهيأة من الله الذي هو وحده القادر على ستر الخطية والإثم.

وفي هذا إشارة إلى أن البشرية عليها أن تجتاز الموت وتعرف القيامة لكي تعود من جديد إلى الشركة الإلهية. ولم يتم هذا إلا بالمسيح ابن الله الذي قبل طوعا أن يصير إنسانا بين الناس، وقبوله للموت وانتصاره بالقيامة فتح طريق الخلاص للبشرية بالولادة الجديدة التي هي الموت والقيامة مع المسيح.

 

نتائج الخطية والعصيان

1-    فقدان الإنسان السلام مع الله: (تك3: 8 و10 و23) – (تك6: 2-7) – (تك11: 8-9)

2-    فقدان الإنسان السلام مع نفســـه: (تك3: 7 و10) – (تك4: 5 و13)

3-    فقدان الإنسان السلام مع أخيه الإنسان: (تك3: 12 و16) – (تك4: 8 و14)

4-    فقدان الإنسان السلام مع الطبيـعة: (تك3: 16 و18) – (تك4: 11) – (تك7: 10-12)

5-    الــمـــــــــــوت: (تك2: 17) – (تك3: 19) – (تك5)

 

#Ⲧⲟⲛⲓ_Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ

#عرفني_طرقك

صورة تخيلية لحزن آدم وحواء لمقتل هابيل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع الأحدث

المزمور الأول

1 طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ...

الأكثر قراءة