الخميس، 16 ديسمبر 2021

عمانوئيل في ميمر السروجي

صرتَ منَّا، وها إنك معنا، في جوارنا:
عمانوئيل الذي أتى ليحرر عبيد أبيه،

أيها الابن الحبيب ها إنك معنا، وأنت إلهنا،
لقد تكنيت عمانوئيل في النبوة،

إشعياء وضع لابن الله الاسم الذي يوافقه
لأنه تعلمه هناك بين إيحاءات النبوة،

وقف إشعياء على قمة مراصد الأنبياء
ورأى الابن آتيا ليختلط في البشر،

رآه بعين الروح التي تشاهد الأسرار،
وتعجب به لأنه إلهنا وسيصير معنا بالولادة الثانية،

ولهذا تحرك ودعاه عمانوئيل
الاسم الحسن الذي يعلن دربه بدون خصام،

رآه إلها ورأى أنه سيأتي ليصير معنا،
ومن افتقاده أطلق الاسم كما ورد،

ها إنه معنا، وعندنا، وهو إلهنا،
إلهنا أتى وصار معنا جسديا،

أخذ النبيُ الاسم من ضباب الآب،
لأنه لم يكن يضع اسما للمسيح بدون أبيه،

وُهب روح النبوة من الآب،
وعلَّمه ليُسَمِّي الابن عمانوئيل،

لم يكن يعرف النبي كيف يسميه
لأن الابن لا يعرفه أحد أبدا غير أبيه،

في حضن الآب يوجد الابن الذي من جوهره،
وهو الذي علّم النبي أن يسمي الابن باسمه،

الله نفسه يعرف ابنه لأنه مثله،
وهو عنده، ومنه جاء ليراه العالم،

وهو الذي علّم إشعياء أن يسميه عمانوئيل
في النبوة لأنها أمينة سر اللاهوت،

لا أحد يقدر أن ينقض اسم ابن الله،
ويجرؤ ليقول إنه ليس إلها كما قد لُقِّبَ،

ابن الله هو إلهنا، وها إنه معنا،
ولا يوجد وقت ليس فيه إلها وهو معنا:

لمَّا ولدته الأم البتول جسديا
وأتى في الجسد ليراه العالم بعجب عظيم،

لمَّا تنازل إلى أقصى حد كل التنازل:
إلى الحليب والمذود وأقماط العوز،

لمَّا كانت تحمله الأم الشابة مثل طفل
ويمسك الثدي ويرضع منه مثل ولد،

لمَّا اجتاز مراحل الحياة الإنسانية
وتربى ليبلغ إلى حدّ عظمة آدم،

لمَّا كان يجوع، ولما كان يتعب، ولما كان ينام،
ولما كان يتنازل إلى الانتقاص،

لمَّا قام ضده خطر الصلب العظيم،
وتحركت الضلالة وصرخت ودمدمت لإماتته،

لمَّا اضطرب اليسار كله مع خدامه،
وأدخلوا البار ظلمًا إلى المحكمة،

لمَّا كان واقفا أمام الحاكم ويُسأل،
ويُجلد بالسياط وكان يحتمل،

بنو اليسار يهينونه ويلطمونه ويبصقون في وجهه
ويسخرون منه في المحكمة،

ويهيئون له على الجلجلة الصليب ليركبه،
ويطلب الماء ويعطونه الخل ليشربه،

وبإرادته أخذ المسيح كأس الموت وشربها،
واحتمل كل هذه الأمور لأنه عمانوئيل،

عمانوئيل هو إلهنا الذي صار منَّا،
واحتمل إلهنا هذه الأمور لأجلنا،

ومَن لا يعترف اذاً بأن عمانوئيل مات على الصليب!
ومن لا يصدق بأن إلهنا قد صار منَّا!


(مار يعقوب السروجي – ميمر 40: 13-41)


x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع الأحدث

سبحوا الله في قُدسِهِ أَم سبحوا الله في قِدِّيسِيه؟

  العبارة الأولى في المزمور 150 " سبحوا الله في قُدسِهِ" أم "سبحوا الله في قِدِّيسِيه"؟ لماذا نجدها في بعض الترجمات &qu...

الأكثر قراءة